- بعد التلوث القاتل لمياه النيل سواء من المخلفات الادمية
و الصناعية او الصرف الصحى والزراعي وهل توجد طرق حديثة لتقنية و تطهير المياه غير
النظام المتبع والمبيدات و الأسمدة والحيوانات النافقة والسلوك السىء لبعض
الافراد كيف نضمن لانفسنا كوب ماء نظيفا وصحيا يتناسب مع المواصفات العالمية وماذا
تفعل اجهزة الدولة المعنية لحماية المواطنين من اى تلوث قادم؟ وهل صحيح إن المياه
فى القاهرة و المحافظات نقية 100% سواء من الميكروبات او البكتريا او المعادن
الثقيلة السامة"؟ وماذا عن عملية الكلورة؟ و هل هى سليمة ام غير ذلك ، هذه
أسئلة هامة تحتاج الى اجابات شافية ، والمسئولون عن مرفق المياه يطمئنون المواطنين
و يعلنون أن المر فق والمعمل المركزى يقوم بتحليل عينات يومية لمراقبة اية ملوثات
با لنيل قادمة من اى مكان سواء اكانت عضوية او كيميائية ولم تظهر حتى الان اية
ملوثات او تغيرات في طبيعة المياة .
- ويضيف المسئولون :- ان مياه الشرب فى مصر طبيعية نقية
100% ومطابقة للمواصفات العالمية ان لم تتفوق عليها ولان مياه النيل تسرى فى دم
المصريين ويشرب منها الحيوان والنبات وكل كائن حى الا ان الاستخدام المنزلى لماء
النيل يعد الركيزة الاساسية التى يعتمد عليها المواطنين وقد ركزت التقارير العلمية
ان استهلاك الفرد فى مصر من المياه بلغ فى المتوسط 140 لترا يوميا وان القاهرة
وحدها تستهلك ما يعادل من 57% من جملة استهلاك مدن مصر متجمعة و 46% من جملة
استهلاك القطر كله وقد اهتم العديد من الباحثين و الخبراء ، بقضية كوب المياة الذى
يشربة كل مواطن ، ومدى ،سلامته ، ومواصفاته الصحية .
مستقبل النيل
- لكي نتحدث عن مستقبل النيل لابد ان نتحدث عن السد العالى
واثاره الايجابية والسلبية ، و الطبيعي إن إنشاء السد العالي له فوائد عظمى لا حصر
لها انه انقذ مصر من المجاعة المحققة طوال 9 سنوات مضت قلت فيها الامطار رغم
محاصره الجفاف لدول حوض النهر حيث انقذ السد العالى مصر طوال تلك الفترة ومن سنه
1979 الى سنه 1988 بدا هطول المطر بغزارة ، ولكن حدثت تغيرات فى مجري النهر ومنها
بطء التيار وقلة الطمى المعلق وتغيير البيئة النباتية والحيوانية وتغير نظام الرى
وخاصة فى الوجه القبلى من رى الحياض الى الري الدائم ووجود بحيرة ناصر والمعروف ان
بطء التيار ساعد على انتشار القواقع التى تحمل الديدان وبعد إنشاء السد العالي
تغيرت البيئة النباتية والحيوانية ففي منطقة الجنوب غطت المياة سطح مساحات كبيرة
من الاراضى النوبية وتم إنقاذ المعابد والآثار والقلاع النوبية وقد أدى البخر من
سطح البحيرة إلى تزايد كمية الأملاح فيها كما حدثت لشواطىء البحيرة تغيرات بيئية
هائلة من عام لأخر ومن الأمور التي أثارت القلق بعد بناء السد العالي وهو مدى
تأثير أقامة صرح السد على استقرار قشرة الأرض وتأثير الزلزال عليها ونظرا
للاستخدام المكثف للأرض الزراعية فقد قلت خصوبتها مما اضطر المزارعون إلى استخدام الأسمدة الكيميائية التي زاد
متوسط استهلاكها إلى 70 كيلو جراما للفدان سنويا كما ارتفع منسوب المياة الجوفية
في الأرض وزادت ملوحتها ، وتشير الدراسات إلى تغير نوعية مياة النيل بعد حجز الطمى
وراء السد العالى وتنظيم دخول المياة إلى مصر فقد أصبحت المياة فى مجرى النيل
بطيئة و قليلة العكارة كما زادت كمية المواد الصلبة المذابة بالماء وزادت كثافة
النباتات الهائمة وتحول النيل إلى مستودع يتلقى الكثير من النفايات المنزلية و
الصناعية مما أدى إلى تدهور نوعية مياهه ويزيد معدل التدهور كلما اتجهنا شمالا وقد
اثر تدهور البيئة على الاسماك فى مجرى النيل فقد اختفى الكثير من انواعها ولم يبقى
منها سوى 17 نوعا فقط وفي بعض الاماكن 13 نوعا من 47 نوع ولان مصر من الدول
الرئيسية التى تعتمد علي المياه النيل فسوف تتضاءل أمامها أية فرصة اخرى للحصول
على مياه اضافية من الخزانات الجوفية ولا يوجد فى المستقبل القريب ما ينبىء بانه
سيكون لمصر دخل مائي ثابت غير مياه النيل التى يوفرها السد العالى فى حدود
55.5 مليارمتر مكعب سنويا والمفروض أن يضاف حوالي 2مليار أخرى بعد انتهاء العمل فى
قناة جونجلى با لسودان .
بعض المقترحات لمكافحة التلوث
1- صدور قوانين تمنع صرف مخلفات
المصانع فى مياه النيل دون معالجة .
2- التأكد من حجز المواد السامة من
الماء المنصرف .
3- اللجوء إلى المقاومة
الميكانيكية
والبيولوجية بدلاً من المبيدات الكيميائية واختيار أقلها سمية
4- استخدام منظفات قابلة للتحلل مثل :- الصابون
الذى لا يضر بالبيئة .
5- استخدام السماد البلدي بدلاً من الكيميائي .
6- عدم إلقاء الفضلات والقمامة
والحيوانات النافقة فى مياه النيل وروافده .
7- مراقبة التغيير فى المياه ، ومتابعة
سلوك الأحياء فيها .وذلك بالاعتماد على أنواع الأحياء الحساسة والتي تتأثر
بأي تغير فى الماء .ويعتمد عليها فى قياس نقاوة
الماء وتعرف بمؤشرات البيئة.
8- الاهتمام بنقاوة المياه التي
يستخدمها الإنسان فى الشرب والاغتسال .
9- لابد من العمل على تفعيل القوانين التي تحرم
الهيئات الصناعية من تلوث مياه النيل على أن تكون بشكل رادع حتى نقلل من تلوث مياه
النيل.
10- يتم طبع كتيبات تحتوى على
معلومات
عن هذا النهر العظيم وان تكون هذه المعلومات بشكل مبسط حتى يسهل فهمه إلى
من يصل
إليه هذا الكتيب.
11- زيادة دور الجمعيات عن تنفيذ برامج
التوعية بالتعاون مع أجهزة الإعلام على كافة
المستويات ابتداء من النجوع والقرى والمراكز.
علاج مشكلة التلوث
يجب أن يتم التخلص من مياه المجارى بعد فصل المواد الصلبة كما يجرى حاليا، عن طريق مواسير فخارية إلى الصحارى المحيطة بمدن الصعيد عن طريق مضخات تعمل بطريقة شفط الهواء (، حتى لا تمر مياه المجارى على ريش طولمبات الضخ فتحدث تآكلها. ثم تذهب تلك المياه إلى شبكة من مواسير الفخار المخرمة على عمق 0.5 متر تحت سطح الأرض فى غابة تزرع بالأشجار الخشبية مثل الكافور والكازورينا
ويجب حل المشكلة فى أسرع وقت ممكن, لأن الشعب المصرى يتكلف عشرات المليارات من الجنيهات للعلاج من النزلات المعوية المتكررة وعلاج سرطان الغدد اليمفاوية والمعدة يتكلف الكثير بواسطة وزارة الصحة والمواطنين. وذلك بجانب مياه شرب ملوثة أو تناول المياه المعدنية والذى تكلف المصرى الكثير من الأموال.
ويمكن لمن يريد أن يعرف الفرق أن يذوق طعم مياه النيل أمام السد العالى أو فى مدينة أسوان أو فى الخرطوم فى السودان ويقارنها بطعم مياه النيل فى القاهرة أو بورسعيد.